إصابات الكاحل

سواءً أكان هناك تأثير لقوة خارجية أم لا، من الممكن أن يؤدي التواء الكاحل إلى حدوث تمدد مفرط للأربطة أو حتى حدوث تمزق فيها، وغالباً ما يحدث هذا النوع من الإصابات أثناء ممارسة الرياضة. تُعتبر الإصابات الحادة في الكاحل من أكثر أنواع الإصابات شيوعاً، إذ تمثل حوالي 15–20% من إصابات الرياضة على وجه العموم، وتكون الرياضات التي تتطلب تغييرات سريعة ومتكررة في الحركة والاتجاه، أو القفز، أو التي تتضمن احتكاكاً مباشراً مع اللاعبين الآخرين، أكثر خطورة على أربطة مفصل الكاحل؛ ومن أمثلة هذه الرياضات التي تحدث فيها الإصابات الحادة للكاحل: كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطائرة.

هناك خطر متزايد لحدوث إصابة متكررة في الكاحل، وخصوصاً عند الرياضيين، حيث يتعرض حوالي ثلث المرضى لإصابة أخرى في غضون ثلاث سنوات، وترتفع هذه النسبة بين الرياضيين لتصل إلى 73% من الحالات. وحتى على المدى الطويل، قد يشكو الكثير من المرضى من المعاناة المرتبطة بضعف طفيف في تماسك مفصل الكاحل، وألم عند المشي أو الجري، وتورم بسيط، وعدم استقرار خفيف في المفصل.

في 85 بالمئة من الحالات الإجمالية لإصابات أربطة مفصل الكاحل العُلوي، يقع التأثير على الأربطة الجانبية، وخاصة الرباط الجانبي الأمامي الذي يُصاب أكثر من غيره، وقد يتعرض مفصل الكاحل السفلي للإصابة أيضاً. على الرغم من ندرة الإصابة المعزولة للكاحل السفلي، تحدث حالة عدم استقرار في هذا الجزء من الكاحل أيضاً لدى نسبة تقدر بحوال 10 بالمئة من المرضى الذين يعانون من عدم استقرار مزمن في مفصل الكاحل العُلوي.

في البداية سيجري الطبيب فحصاً للقدم لتحديد فيما إذا كانت هناك أية قيود في الحركة، أو حرارة، أو تورم، أو احمرار، أو بروز في العظام، وما شابه، ومن خلال الاستشارة الطبية، سيجري الاستفسار عن الظروف التي أدت إلى حدوث الإصابة، ومكان الألم، وأي إصابات سابقة أو حالات مرضية موجودة مسبقاً في المنطقة نفسها. وبناءً على النتائج، بالإمكان إجراء فحوصات إضافية أخرى مثل فحوصات الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

أصبح العلاج المبكر بالحركة الوظيفية هو المعيار الحالي لعلاج إصابات أربطة مفصل الكاحل. كقاعدة إرشادية عامة، ينبغي أن يتضمن هذا العلاج الحماية، والراحة، والتبريد، والانضغاط، ورفع القدم مباشرة بعد الإصابة، وتبدأ تمارين الحركة الخفيفة بدون تحميل وزن على المفصل بعد مرور 48 إلى 72 ساعة من الإصابة، وذلك بهدف استعادة نطاق الحركة وقوة العضلات؛ وبعد أن يخف التورم، يُثبَّت مفصل الكاحل بدعامة تقويمية، ويُبنى تحميل الوزن على المفصل تدريجياً خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع.

كما يُوصَى بالبدء بالتدريبات الحسية الحركية المصاحبة في أسرع وقت ممكن، وعادة ما تكون بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الإصابة.

أظهرت المراجعة الشاملة التي تقارن بين التثبيت والعلاج الوظيفي المبكر أن العلاج الوظيفي المبكر أفضل بكثير من التثبيت طويل المدى، على النحو الآتي:

• على المدى الطويل، عدد أكثر من المرضى سيتابعون ممارسة الرياضة التي كانوا يشاركون فيها قبل الإصابة.سيكون الوقت

• المستغرق قبل العودة لمتابعة الأنشطة الرياضية أقصر.

• عدد أكثر من المرضى سيعودون لمتابعة وظائفهم السابقة بشكل أسرع.

• على المدى القصير، عدد أقل من المرضى سيكون لديهم مشاكل مستمرة مثل التورم.

• عدد أقل من المرضى الذين سيكون لديهم عدم استقرار ميكانيكي في مفصل الكاحل عند التصوير بالأشعة السينية.

• عدد أكثر من المرضى الذين لديهم رضا عن العلاج.