إعادة التأهيل بعد عملية البتر في الذراع: ما الذي يمكن توقّعه؟

في البداية، سيقوم فريق المستشفى بلف الطرف المتبقي بضمادة خفيفة وغير مشدودة، لتجنّب الضغط الزائد على الجرح والغرز، وسيتم تغيير هذه الضمادة بانتظام أثناء مراقبة حالتك.

عندما يقرر الطبيب أو الجرّاح بأنك أصبحت جاهزاً تماماً، سيقوم فريق الرعاية بتغليف الجزء المتبقي من الطرف المبتور بضمادة ضاغطة تُوضع بإحكام، ويُعرف هذا الإجراء بالعلاج بالضغط أو الانضغاط، وهو يُساعد على تقليل الألم، وتسريع شفاء الندبة، وتحسين الدورة الدموية، وتقليل التورم، وتشكيل الجزء المتبقي ليتناسب مع الطرف الاصطناعي المستقبلي.

يُطبق فريق الرعاية الطبية الخاص بك هذا الإجراء الانضغاطي المفيد عادةً بطريقتين.

الضمادة الضاغطة

هذه الضمادة المرنة القابلة للتعديل مصممة لكي تلتف حول الجزء المتبقي من الطرف، للحصول على انضغاط أقوى في الجهة البعيدة من الطرف والذي يخف تدريجياً باتجاه الجسم، ويمكن بعد ذلك تعديلها بسهولة خلال اليوم وحسب الحاجة.

يتطلب وضع الضمادة الضاغطة بعض الممارسة والخبرة؛ في البداية وفي أغلب الحالات، سيساعدك أحد أعضاء فريق الرعاية في وضعها بالشكل المناسب، ثم سيعلمك كيفية تطبيقها بنفسك. يجب ألا تكون الضمادة مشدودة كثيراً بدرجة تسبب الألم أو فقدان الإحساس بالجزء المتبقي من الطرف المبتور.

بطانات السيليكون

هذه البطانات هي بديل سهل وسريع الاستعمال للضمادة الضاغطة، وتتوفر بأحجام وقياسات جاهزة متعددة.

إذا قررت أنت وفريقك الطبي تجريب بطانة السيليكون، احرص دائماً على التأكد من عدم وجود هواء محبوس في نهايتها عند ارتدائها، لكي تساعدها على توزيع الضغط بالتساوي على منطقة الجرح.

قد تلاحظ أيضاً زيادة في تعرق الجزء المتبقي من الطرف المبتور عند ارتداء بطانة السيليكون، وهذا أمر شائع ويتوقف عادةً بعد أن تكون قد تعودت على البطانة. لتجنّب تهيّج الجلد، جرّب وضع منتج مثل كريم Ottobock Derma Prevent على الجلد عند حواف البطانة، ولا تنسَ تنظيف البطانة بانتظام وفقاً لتعليمات الاستعمال.

سيحثك فريق الرعاية الطبية حسب المعتاد على الاستمرار بالمعالجة بالانضغاط حتى يخبرك بأن حجم الجزء المتبقي من الطرف لم يعد يتغير (وهذا مؤشر على زوال التورم). خلال هذه الفترة، سيعمل الفريق الطبي على تدريبك أو تدريب الشخص الذي يعتني بك على كيفية استعمال الضمادة الضاغطة أو بطانة السيليكون في المنزل بشكل صحيح.

وعندما يُقرر فريقك الطبي أنه يمكنك إيقاف المعالجة بالانضغاط، ستكون حينها قد أصبحت مستعداً للخطوة التالية والمهمة: تجريب طرفك الاصطناعي الأول.

بعد العملية الجراحية، سيكون من الطبيعي أن ترغب في وضع الجزء المتبقي من الطرف لديك في وضعية أكثر راحة وأقل ألماً، فقد ترغب في وضعه على وسادة أو رفعه بطريقة ما.

قد يساعدك هذا الإجراء في البداية على تقليل الألم، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى حدوث قُصر وتيبّس في عضلات الذراع المتبقية، وهذا من شأنه أن يحدّ من مستوى الحركة الذي ستتمكن من تحقيقه لاحقاً. مع مرور الوقت، سيشجعك فريق الرعاية في المستشفى على إبقاء الطرف المتبقي ممدوداً إلى جانبك قدر الإمكان عندما لا تكون في حالة تمرين أو عناية به.

سيشجّعك فريق الرعاية الخاص بك، في أقرب وقت ممكن بعد العملية الجراحية، على تحريك الجزء المتبقي من الطرف المبتور عدة مرات يومياً، حيث يساعد هذا التمرين على تحسين حركتك، وتعزيز التوازن، وتحسين الدورة الدموية، وسيساعدك أيضاً على تحقيق أفضل مدى ممكن من الحركة عندما تبدأ باستعمال الطرف الاصطناعي.

من المهم جداً تحريك الكتف مجدداً (إن أمكن)، لأنه قد يصبح قاسياً فيقيّد قدرتك على تحريك الذراع بالكامل. سيوضح لك فريق الرعاية كيفية تحريك وتموضع الجزء المتبقي من الطرف المبتور بطرق تدعم بأفضل شكل ممكن عملية التعافي، والشفاء، والاستعداد لاستعمال الطرف الاصطناعي.

عندما تبدأ بتحريك الجزء المتبقي من الطرف مرة أخرى، قد تلاحظ أن الاختلاف الجديد في بنية الطرف العُلوي يمكن أن يؤثر أيضاً على أجزاء أخرى من جسمك.

على سبيل المثال، من الطبيعي أن تشعر ببعض الشد أو الإجهاد في ظهرك، وذلك بسبب حدوث تغيير في وزن جسمك وتوازنه، حيث تحتاج عضلاتك إلى وقت للتأقلم مع هذا التغيير.

يمكنك المساعدة من خلال ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لعضلات الجزء العُلوي من الجسم والكتفين والجذع والساقين، إذ تساعد ممارسة هذه التمارين في دعم جسمك على التأقلم مع التوازن الجديد، وتقوية العضلات المهمة التي تدعم الجزء المتبقي من الطرف، وفي تهيئتك لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية بعد فترة التعافي.

بعد حدوث فقدان لليد أو في الذراع، قد تجد نفسك بحاجة للاعتماد بشكل كبير على الطرف المتبقي السليم، وخصوصاً إذا كان الطرف المفقود هو اليد المسيطرة أو التي تعتمد عليها بشكل رئيسي.

أثناء عملك على تقوية الطرف المتبقي السليم، سيوضح لك فريق الرعاية بعض الطرق المفيدة لبناء مهارات جديدة في جهة الطرف السليم، حيث تشمل هذه المهارات التدريب على بعض الأنشطة اليومية المهمة مثل تنظيف الأسنان، والكتابة باستعمال لوحة المفاتيح، واستعمال الهاتف الذكي، وغيرها من الأنشطة اليومية التي قد ترغب بأدائها بيد واحدة بإتقان وأريحية.

بعد العملية الجراحية، سيصبح الجلد الموجود في الجزء المتبقي من الطرف المبتور شديد الحساسية، وهناك بعض الطرق التي تستطيع من خلالها تخفيف الانزعاج الناتج من هذا الأمر:

• تدليك الجلد برفق بفرشاة ناعمة أو كرة تدليك ذات نتوءات، وسيساعد هذا الإجراء على زيادة حجم الضغط الذي يمكن للجلد استيعابه.

• تدليك الجلد برفق من خلال تمرير منشفة حمام أو قفاز غسيل على طول الجزء المتبقي من الطرف المبتور.

• بغض النظر عن طريقة التدليك التي ستختارها، احرص على أن تبدأ من النهاية البعيدة للجزء المتبقي صعوداً باتجاه الجسم.

من المهم جداً أيضاً الحفاظ على نظافة الجزء المتبقي من الطرف لديك؛ اغسله يومياً بالماء الفاتر وصابون لطيف على البشرة وخالٍ من العطور.

تقدّم شركة أوتوبوك عدة منتجات للعناية يمكن أن تساعدك في تنظيف بشرتك أو الندبة، كما يمكنك أن تسأل أخصائي الأطراف الاصطناعية لديك بشأن النصائح والتوصيات المناسبة.