التعلّم على كيفية استعمال الطرف الاصطناعي

بمجرد اختيارك للطرف الاصطناعي المناسب، سيبدأ أخصائي الأطراف الاصطناعية بالعمل على أحد أهم أجزاء الذراع الاصطناعية، ألا وهو التجويفة الاصطناعية التي تربط بين الجهاز الاصطناعي والجزء المتبقي من الطرف المبتور لديك.

ستكون هذه التجويفة مصممة وفقاً لحالتك واحتياجاتك الفردية من خلال استعمال قياسات دقيقة ونماذج للجزء المتبقي من الطرف المبتور لديك، وسيساعد هذا الأمر على ضمان أن يكون الطرف الاصطناعي مريح، وسهل الحركة، ومستمر الاتصال بذراعك وبشكل آمن.</p> <p>قد تتطلب عملية تصميم التجويفة حسب الطلب عدة زيارات إلى عيادة أخصائي الأطراف الاصطناعية، ولكن بمجرد الانتهاء منها، يجب أن تشعر بسهولة ارتداء الطرف الاصطناعي لطوال اليوم.

عند البدء باستعمال الطرف الاصطناعي للذراع، لا تقلق إذا وجدت صعوبة في البداية في بعض الأنشطة والحركات. تذكّر: أنت تتعلم من جديد كيفية أداء الكثير من الأمور باستعمال أداة اصطناعية بدلاً من يدك؛ سيستغرق الأمر وقتاً، ولكن مع الاستمرار في التدريب ستزداد ثقةً وكفاءة يوماً بعد يوم.

فيما يلي بعض النصائح المفيدة لمساعدتك على بناء هذه المهارة الجديدة والمهمة.

ابدأ بالخطوات البسيطة والسهلة: وفقاً لما سيقول لك أخصائي الأطراف الاصطناعية، فإن إتقان الوظائف الأساسية ليدك الجديدة هو الخطوة الأولى والأهم. وبناءً على نوع الطرف الاصطناعي الذي تستعمله، قد تشمل هذه الوظائف كيفية فتح اليد وإغلاقها، وتدوير المعصم، وثني ومد مفصل المرفق.

تمرّن على هذه الحركات البسيطة حتى تشعر بالراحة معها والاعتياد عليها، وسيساعدك ذلك على بناء مهارات جديدة، ونقاط قوة، وردود فعل طبيعية تهيئك لحركات وأنشطة أكثر تعقيداً لاحقاً.

ابدأ باستعمال أجسام بسيطة وخفيفة الوزن يسهل إمساكها (ولا تنكسر إن سقطت)، مثل كرة التنس، أو الحذاء، أو جهاز التحكم عن بُعد، أو كوب؛ وبمجرد أن تتمكن من التقاط هذه الأشياء بثقة، وتقليبها، ووضعها في مكانها، ستكون جاهزاً لتجربة أنشطة أكثر تقدماً. استعمل قاعدة المحاولة 5 مرات: في كل مرة تحاول فيها تعلّم مهارة جديدة معقدة، قد تشعر بالإحباط بعد فترة من المحاولات المتكررة، وهذا الشعور قد يجعل من الصعب عليك العودة والمحاولة مجدداً.لذلك، عندما تتدرب على أية مهارة جديدة باستعمال الذراع الاصطناعية، لا تجهد نفسك بشكل مستمر في محاولة إتقانها دفعة واحدة؛ امنح نفسك فترات راحة بدنية وذهنية كافية، وهناك قاعدة مفيدة تقول: جرّب أي حركة تريد تعلّمها 5 مرات، وإذا لم تنجح، توقف وعاود المحاولة لاحقاً.

احرص على التدريب يومياً: مثل أي مهارة جديدة، فإن تعلّم كيفية استعمال الذراع الاصطناعية يتطلب الالتزام والاستمرارية. حاول استعمال الطرف الاصطناعي بشكل يومي، حتى وإن كان ذلك لبضع ساعات فقط في البداية.

خلال عملية التركيب، سيعطيك أخصائي الأطراف الاصطناعية بعض التمارين الخاصة بحالتك والجهاز الذي تستعمله. خصص الوقت الكافي لأداء هذه التمارين بشكل يومي؛ فكلما تدربت أكثر، وصلت بشكل أسرع إلى مستوى التحكم الذي تحتاجه لاستعادة الأنشطة التي تحبها.

بمجرد إتقانك للحركات الأساسية والمهام البسيطة بثقة، ستكون عندئذٍ مستعداً للانتقال إلى حركات وأنشطة أكثر تعقيداً. اتبع نفس النهج الذكي المتمثل بالتدريب بشكل يومي، مع الحرص دائماً على منح نفسك فترات للراحة بين المحاولات للاستعداد للانطلاق من جديد.فيما يلي بعض الأنشطة المفيدة لمساعدتك على ممارسة الجمع بين المهارات البسيطة:

• طيّ المناشف أو الغسيل.

• ارتداء الملابس أو خلعها.

• فتح الزجاجات، أو علب المرطبان، أو المعلبات الأخرى.

• استعمال الشوكة والسكين.

عندما تحاول تجريب هذه الأنشطة الأكثر تعقيداً في المرة الأولى، تذكّر أن فقدان يد أو ذراع سيكون له أيضاً تأثير على توازنك وتناسق حركتك، وأن الطرف الاصطناعي لن يمنحك نفس الإحساس الغريزي بمكانه، أو بما يفعله، أو إلى أين سيوجّه باقي جسمك؛ لذلك، فإن ممارسة التناسق بين اليد والعين أثناء استعمال جهازك الاصطناعي تُعد جزءاً مهماً من تعلّم استعماله بأمان وفعالية.

وأثناء التطور التدريجي لمهاراتك، تحدّث مع أخصائي الأطراف الاصطناعية الخاص بك بشأن الطرق التي يمكنك من خلالها تدريب نفسك على الشعور بما يفعله الطرف الاصطناعي عند استعماله.

إن المهارات التي تحتاجها لهذه الخطوات ستختلف بناءً على الأمور الآتية:

• نوع الطرف الاصطناعي الذي ستختاره.

• شكل وحجم الجزء المتبقي من الطرف المبتور لديك.

• ما إذا كنت قد فقدت طرفاً عُلوياً واحداً أو كليهما.

سيقوم أخصائي الأطراف الاصطناعية بتدريبك بشكل مفصّل على أفضل طريقة لارتداء وخلع الجهاز أو الأجهزة الخاصة بك. تأكّد من الشعور بالراحة والثقة التامة في هذه الخطوات قبل أن تعود إلى المنزل مع طرفك الاصطناعي.

إذا قررت استعمال جهاز عضلي كهربائي، تأكّد من ترطيب الجلد قليلاً في منطقة الجزء المتبقي من الطرف المبتور التي تتلامس مع الأقطاب الكهربائية داخل التجويفة الاصطناعية، فبهذا الشكل سيسهل انتقال الإشارات العصبية من عضلاتك إلى المحركات التي تشغّل الجهاز، وإذا كانت بشرتك جافة عند ارتداء الطرف الاصطناعي فقد يستغرق الأمر لحظة قبل أن تستعيد التحكم الكامل بالطرف الاصطناعي.

كما هو الحال بالنسبة ليدك الطبيعية، سيعمل طرفك الاصطناعي بجد كل يوم؛ لذا فإنه سيحتاج إلى نفس نمط التنظيف اليومي والمنتظم.

فيما يلي بعض الأمور المهمة التي يجب أن تتذكرها:

• امسح التجويفة الداخلية بانتظام بقطعة قماش مبللة لإزالة العرق وأية بقايا للجلد.

• إذا كنت تستعمل قفازاً اصطناعياً، فاحرص على تنظيفه بانتظام حسب تعليمات العناية، وتحقق من عدم وجود أي تشققات، وإذا وجدت ذلك فهذا يعني أن القفاز قد يحتاج إلى الاستبدال.

• إذا كنت ترتدي بطانة داخلية، احرص على تنظيفها يومياً وفقاً لتعليمات الاستعمال.