إعادة التأهيل والطرف الاصطناعي للساق

يتمثل الهدف من إعادة التأهيل في تحقيق الإعداد المثالي لك وتجهيزك لتعيش حياتك مستعملاً الطرف الاصطناعي؛ ويتضمن ذلك، في المقام الأول، استعادة قوتك وقدرتك على التحمل وتنسيقك للحركة من خلال العلاج الطبيعي المستهدف. بالإضافة إلى ذلك، ستتعلم من خلال التدريب الخاص على خطوات المشي وكيفية استعمال طرفك الاصطناعي.

تؤدي الوظائف الأساسية لمفصل الركبة أيضاً دوراً مهماً في التدريب على خطوات المشي لمستخدمي الأطراف الاصطناعية إلى فوق مستوى الركبة؛ ولهذا السبب، سيجري إعداد وتصميم برنامج للتدريب والتثقيف يلائم بشكل مثالي المكونات الاصطناعية التي تستعملها، ويجب أن يستهدف هذا البرنامج إعادة تعلّم التسلسل أو التتابعات الحركية اليومية وأن يوضح لك آلية الأداء الوظيفي للطرف الاصطناعي الذي ترتديه.

تعرّف على المزيد عمّا يتضمنه التدريب على خطوات المشي لمستخدمي الساق الاصطناعية من هنا.

ُشكل عملية ارتداء الطرف الاصطناعي وخلعه بنفسك وبالشكل الصحيح الأساس الذي يقوم عليه المشي باستعمال هذا الطرف الذي ستتدرب عليه، وقد تحتاج إلى مساعدة أحد أفراد أسرتك في البداية، ولذلك من الضروري إشراك هؤلاء الأفراد في عملية إعادة التأهيل. على كل حال، سيكون هدفك تعلّم كيفية المشي بالطرف الاصطناعي بشكل مستقل مع بعض الممارسة، وهناك طرق متنوعة لارتداء الطرف الاصطناعي والتي تعتمد على نوع الطرف الاصطناعي وحالة الجزء المتبقي من الطرف المبتور؛ سيوضح لك المعالج أو أخصائي الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية الطريقة الأفضل لك.

بمجرد أن تتعلم الطريقة الصحيحة لارتداء الطرف الاصطناعي وخلعه، ستكون عملية الجلوس والوقوف هي الإجراء اليومي التالي الذي ستتعلمه. بإمكان مستخدمي الأطراف الاصطناعية إلى فوق مستوى الركبة، والمزودة بمفصل ركبة يدعم عملية الجلوس، تحميل الوزن على كلا الساقين أثناء الجلوس؛ على سبيل المثال، يقدّم كل من المفصل من نوع Prosedo «بروسيدو»، والركبة الاصطناعية Kenevo «كينيڤو»، والساق الاصطناعية C-Leg® 4 «سي لَغ 4»، والركبة الاصطناعية Genium «جينوم»، والركبة الاصطناعية Genium X3 «جينوم X3» من أوتوبوك هذه الوظيفة، وينتج عن هذه الميزة راحة كبيرة في الجانب السليم ممّا يساعد على منع ظهور المشاكل المبكرة بسبب الإجهاد الشديد، ويجب أن يضع مستخدمي الأطراف الاصطناعية تحت مستوى الركبة أيضاً القدر نفسه من الوزن على الساقين عند الجلوس والوقوف للسبب ذاته.

بعد أن تكتسب الثقة بالنفس أثناء استعمال الطرف الاصطناعي بشكل عام، سيكون من الممكن البدء بالتدريب على خطوات المشي الفعلي، وسيكون التركيز الآن على تحسين التوزان والتنسيق بين حركة الساقين وتحميل الوزن الكافي على جهة الطرف الاصطناعي وتقوية الحوض والجسم العُلوي، وسيستمر المعالج أيضاً في العمل على تقوية عضلاتك لأن العضلات القوية ضرورية للحصول على وضعية جسم ثابتة أثناء المشي.

ستتعلم أولاً كيفية نقل وزن جسمك والوقوف على ساق واحدة مستعيناً بيديك الممسكتين بقضيبين متوازيين؛ تجنّب وضع كل وزنك على الذراعين والقدم السليمة، إذ ينبغي إشراك الطرف الاصطناعي أيضاً، وبمجرد أن تتمكن من المشي بين القضيبين المتوازيين، سيكون بإمكانك البدء بالتمارين الأولى بدون مساعدة. يتمثل الهدف الأول للتمارين في التقليل التدريجي من الاستعانة بأي أدوات مساعدة للمشي قد تحتاج إليها مبدئياً، ويتحقق ذلك من خلال مجموعة من تقنيات المشي المناسبة ومن خلال تقوية عضلات الجذع. تخضع جميع التمارين على المشي لتحكم المعالج لضمان عدم وجود انحرافات في المشي؛ في البداية، سيكون المعالج إلى جانبك دوماً لتقديم المساعدة، ولكن مع مرور الوقت ستتعلم تدريجياً أداء تلك المهمة بدون هذه المساعدة.

بمجرد أن تُتقن المشي على الأرض المستوية، ستنتقل إلى ممارسة المشي على الأسطح المتنوعة الأخرى.

ستواجه دائماً معوقات في الحياة اليومية مثل حواف الطريق، أو السلالم في منزلك، أو منحدر يؤدي إلى كراج السيارة. يُعد المشي بأمان على السلالم والمنحدرات جزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية، وهو مشمول بالممارسة خلال التدريب على المشي، إذ تحدد المكونات الفردية للطرف الاصطناعي آلية وتقنية المشي المناسبة لك.

في المستشفى، سيعتني طاقم التمريض والأطباء بالجزء المتبقي من الطرف المبتور من خلال تنظيف الجرح وتغيير العصائب والضمادات، أمّا فيما يتعلق بمرحلة إعادة التأهيل، سيتوضح لك كيفية الاعتناء بالجزء المتبقي من الطرف المبتور بنفسك وبالندبات والساق السليمة أيضاً، وينبغي الانتباه إلى أن العناية المنتظمة والمكثّفة ضرورية في عملية استعمال الطرف الاصطناعي دون مشاكل، وبإمكانك استعمال منتجات العناية الخاصة بالجزء المتبقي من الطرف المبتور. بمرور الوقت، ستعتاد على اتباع نظام عناية يومي وروتيني والذي سيشكّل جزءاً طبيعياً من حياتك اليومية.

إذا ظهرت تجاعيد أو ندوب غائرة على الجزء المتبقي من الطرف المبتور، سيتطلب ذلك عناية مكثفة جداً لمنع حدوث عدوى أو التهاب، وبإمكان فريق إعادة التأهيل تقديم المشورة إليك بهذا الخصوص. أثناء عملية العناية بالجزء المتبقي من الطرف المبتور، يجب كذلك التأكد من عدم وجود إصابات بالجلد ونقاط ضغط أو بثور، فهذه الأمور قد تتطلب معالجة طبية، وبإمكانك استعمال المرآة للمساعدة في فحص القسم الخلفي من الجزء المتبقي من الطرف المبتور. تُعد المحافظة بانتظام على تدليك الندبة وتمسيدها برفق من العوامل المهمة أيضاً للعناية بالجزء المتبقي من الطرف المبتور وإزالة التحسس من الجلد الحسّاس فيه.

بعد عملية البتر، لن يكون بمقدور الجزء المتبقي من الطرف المبتور تحمل الكثير من الوزن، وهذا الأمر يضع تلقائياً المزيد من الضغط على الساق السليمة؛ وبغض النظر عن ذلك، من الضروري أن تكون هذه الساق صحية وسليمة ليسهل عليك استعادة حركتك.

إذا كنت تعاني من اضطرابات في الدورة الدموية، احرص أيضاً على فحص الساق السليمة بانتظام للتأكد من خلوها من الإصابات الطفيفة التي قد تتحول إلى إصابات خطيرة في حالة وجود عدوى، وبالتالي يجب أن يعالجها أحد الأطباء فوراً، ويلجأ العديد من المصابين إلى زيارة أحد المتخصصين المُدرَّبين في مجال العناية بالأقدام للحصول على خدمات العناية بالقدم مثل تشذيب أظافر القدمين. تقلل الأحذية المريحة والملائمة من الضغط والإجهاد على القدم السليمة، وقد يوصَى أيضاً باستعمال النعال، ولا تقل عملية اختيار الجورب المناسب أهمية عن الحذاء: يجب أن يكون الجورب مصنوعاً من الصوف أو القطن ليمتص العرق جيداً، وإذا كانت أكمام الجورب عالية الشد، فقد تضر بالدورة الدموية، كما يجب أن يكون الجورب مناسباً أثناء الارتداء بدون وجود تجاعيد فيه، ويجب عدم استعماله لأكثر من يوم واحد. خلافاً لذلك، سينتج عن التعرق تَشكُّل الأملاح التي تهيج وتقشر الجلد والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعدوى، وإذا كنت تعاني من اضطرابات الدورة الدموية، من الضروري مراعاة عدم الانتقال إلى الكرسي المتحرك وأنت حافي القدمين، وينبغي أيضاً عدم الوقوف أو المشي حافي القدمين، فخطر الإصابة بالغ الارتفاع، وعندما تكون في الفراش، بإمكانك وضع وسيلة إسناد مبطّنة أسفل عَقِب ساقك السليمة وكاحلها لمنع حدوث نقاط الضغط.