

الشلل الدماغي: ما الذي تتوقع حدوثه؟
التعايش مع الشلل الدماغي
التحكم بالشلل الدماغي
ينتج الشلل الدماغي (CP) عن إصابة في الدماغ تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة وغالباً قبل الولادة، وتتأثر قدرة الطفل على الحركة بناءً على مكان الإصابة. يُعد الشلل الدماغي السبب الأكثر شيوعاً لاضطرابات الحركة عند الأطفال، إذ يظهر تأثيره بشكل رئيسي على الحركة؛ على سبيل المثال، عندما يعاني الطفل من صعوبة في المشي، قد يؤثر ذلك على الحياة اليومية لجميع أفراد العائلة، وتبرز هنا أهمية تقديم المساعدة في دعم النمو أو التطور الحركي للطفل بأبكر وقت ممكن من خلال الاستعانة بالوسائل المناسبة لدعم الحركة بهدف إيجاد الحلول الجيدة والسيطرة بنفس الوقت على مجريات الحياة اليومية. ستجد هنا معلومات عن كيفية تأثير الشلل الدماغي على الأطفال وعن كيفية تقديم الدعم لحركة طفلك بطرق مستهدفة.
ما هي أسباب الشلل الدماغي؟
غالباً ما يواجه الأطباء تحدياً في تحديد السبب الدقيق الذي يكمن وراء الشلل الدماغي عند طفل معين أو تحديد عوامل الخطر التي كان لها دوراً في حدوثه، وغالباً ما لا يكون من الممكن تحديد سبب الإصابة الدماغية المبكرة، كما يناقش الأطباء مدى احتمالية وجود عدة عوامل مجتمعة تساهم في نشوء الشلل الدماغي.
إن الأسباب المعروفة للشلل الدماغي عند الأطفال متنوعة جداً، فعادةً ما يصف الأطباء هذه الأسباب وأنواعها وفقاً للوقت الذي حصلت به الإصابة الدماغية للطفل:
يحصل الضرر لأكثر من 50 في المئة من الأطفال قبل الولادة (prenatal)، أو أثناء الحمل كنتيجة لعدوى أو نقص الأوكسجين: على سبيل المثال، عندما تتشكل جلطة دموية (تجلط الدم) في الأوعية الدموية في الدماغ وتعيق تدفق الدم.
أثناء الولادة (perinatal): بسبب نقص الأوكسجين عند الولادة على سبيل المثال.
نادراً ما يحدث بعد الولادة (postnatal) كنتيجة للعدوى، مثل التهاب السحايا أو التهاب الكبد التأكسدي، أو عدم توافق عامل ريزوس الذي لم يجرِ الانتباه له.

يكتشف الأطباء، على نحو متزايد، أسباباً وراثية للشلل الدماغي ويتحدثون عن الطفرات الجديدة، وهي اضطرابات صبغية يمكن أن تورث، ولهذا السبب غالباً ما يكون لدى الأشقاء مخاطر متزايدة للإصابة بالشلل الدماغي. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر حدوث الشلل الدماغي عند الأطفال. فيما يلي أمثلة عن هذه العوامل:
الحمل المتعدد.
السمنة لدى الأم أثناء الحمل.
الأمراض المُعدية مثل داء التوكسوبلازما (داء المقوسات) أو الحصبة الألمانية، أو تلك الناتجة عن الفيروس المضخم للخلايا، أو فيروس الهربس البسيط قبل أو بعد الولادة.
هناك أسباب أخرى للشلل الدماغي، مثل:
الولادة المبكرة: الأطفال الذين يولدون قبل 28 أسبوعاً يكونون أكثر عرضة للشلل الدماغي.
مضاعفات أو تعقيدات الولادة.
الوزن عند الولادة عندما يكون مرتفعاً جداً أو منخفضاً جداً.

كيف يؤثر الشلل الدماغي على نمو الطفل؟
Dبناءً على شدة الإصابة التي حدثت للدماغ في الطفولة المبكرة، قد تظهر أعراض مختلفة للشلل الدماغي، فغالباً ما يؤثر الشلل الدماغي عند الأطفال على مهارات الحركة أو الحركة والتنقل، ويؤدي إلى حدوث اضطرابات حركية متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أعراض مصاحبة أخرى مثل الألم أو الإعاقات الإدراكية؛ فبعض الأطفال قد يواجهون صعوبات في الكلام أو الابتسام، إذ تكون الأعراض الخاصة بكل طفل مرتبطة تماماً بالمنطقة المتضررة من الدماغ، لذلك من غير المتوقع أن يبدي جميع الأطفال نفس الأعراض أو نفس درجات الشدة من الشلل الدماغي.
قد تحدث العلامات الآتية للشلل الدماغي مجتمعة أو كل علامة بمفردها.
بناءً على الأعراض الفردية لكل شخص، بإمكان الأطباء التمييز بين أنواع وتصنيفات مختلفة للشلل الدماغي. يوضح الوصف العام الآتي شكل ونمط الشلل الدماغي وراء المصطلحات الطبية المستخدمة:
تحسين القدرة على الحركة والتنقل للأطفال المصابين بالشلل الدماغي
يعتمد علاج الشلل الدماغي في المقام الأول على نوع الأعراض وكيفية تأثيرها على الحياة اليومية، إذ يهدف العلاج إلى تحسين المهارات الحركية والنمو أو التطور الإدراكي لدى طفلك، والتأكد من استقامة وضعية الجسم لطفلك بحيث يمكن تسهيل عملية نموه المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، يجري تحديد المواعيد الدورية لمتابعة مدى حركة طفلك وكيفية نموه لتقديم أفضل دعم ممكن لاستقلاليته. تلعب التدابير الوقائية أيضاً دوراً كبيراً في منع حدوث قصور وانكماش في العضلات أو الأربطة أو الأوتار، ومنع حدوث تموضعات غير سليمة للجسم في المقام الأول.
تعمل مجموعات مختلفة من الخبراء والأخصائيين بالتعاون مع بعضها البعض لتعزيز القدرة على الحركة والتنقل للطفل المصاب بالشلل الدماغي. تقع مسؤولية إعداد خطط الإجراءات العلاجية الضرورية بشكل أساسي على عاتق الأطباء المعالجين، وبالنسبة لعلاج الحركة، سيعتني بطفلك بشكل أساسي أخصائيو العلاج الفيزيائي (الطبيعي) وأخصائيو العلاج الوظيفي، كما يشكل أخصائيو النطق وأخصائيو الأجهزة التقويمية جزءاً من فريق العلاج لتقديم الدعم والمساهمة في تحقيق أفضل تطور ونمو جسدي ممكن وأفضل جودة حياة ممكنة لطفلك وعائلتك.
ما الذي يعنيه الشلل الدماغي بالنسبة لحركة طفلك في المستقبل؟
الكثير من آباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي غير متأكدين من مستقبل أطفالهم، وغالباً ما تشكل الأسئلة عن كيفية تأثير الإعاقات الجسدية على النمو وبالتالي عن احتمالية الحياة المستقلة والنشطة النقطة المركزية لتفكيرهم.
على الرغم من عدم إمكانية علاج الشلل الدماغي ومن استمراريته مدى الحياة، إلا أن الحفاظ على الحركة والتنقل وتحسينهما هما هدف العلاج، حيث يمكن لدعم معين أن يؤدي إلى تحسين الحركة والتنقل في كثير من الأحيان حتى سن السابعة. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي قادرون على المشي بشكل مستقل.

استقلالية طفلك
بالإضافة إلى ما سبق، تتفاوت المظاهر أو الأعراض الإكلينيكية للشلل الدماغي بشكل كبير من شخص لآخر بناءً على مدى إصابة دماغ طفلك، ونتيجة لذلك يكون لدى بعض الأطفال مجرد قيود ومحدودية حركية بسيطة، مع إمكانية واضحة للتمتع باستقلالية الحياة بمفردهم، أما إذا كان الشلل الدماغي شديداً، فمن المتوقع أن يكون الأشخاص المتأثرين معتمدين على الدعم من الآخرين لبقية حياتهم؛ ومع ذلك، وحتى في هذه الحالة، هناك الكثير من الإمكانيات والعديد من مساعِدات الحركة والتنقل لتعزيز استقلالية طفلك ومشاركته في أنشطة الحياة.
إذا لم تكن هناك أمراض مصاحبة خطيرة أخرى، فإن الشلل الدماغي لن يؤثر على متوسط العمر للأشخاص المصابين.












